إنّ روحنا تظهر خلاقية عجيبة اتجاه الصور ، وفي لحظة واحدة وبدون أي مقدمة يمكن رسم صور معينة في أذهاننا كالكرات السماوية والمجرات والكائنات الأرضية والجبال وما شابهها. إنّ هذه الخاصية ليست لكائن مادي ، بل هي دليل لكائن ما فوق المادة.
إضافة إلى ذلك فإنّنا لا نشك في أن (٢ + ٢ = ٤) حيث يمكن تجزئة طرفي المعادلة ، مثلا تجزئة الرقم (٢) أو الرقم (٤) إلّا أنّ هذا مفهوم التساوي هذا لا يمكن تجزئته ، فنقول مثلا : إنّ التساوي له نصفان وكل نصف هو غير النصف الآخر ، فالتساوي مفهوم لا يقبل التجزئة ، فإمّا أن يكون موجود أو غير موجود ، إذ لا يمكن تنصيفه أبدا.
لذا فإنّ هذا النوع من المفاهيم الذهنية غير قابل للتقسيم ، ولهذا السبب فهي ليست مادية ، إذ لو كانت مادية لكان يمكن تجزئتها ، ولهذا السبب فإنّ روحنا التي هي مركز للمفاهيم غير المادية لا يمكن أن تكون مادية ، لذا فإنّها فوق المادة. (فدقق في ذلك) (١)
* * *
__________________
(١) عرض وتلخيص عن كتاب : المعاد وعالم ما بعد الموت ، الفصل المتعلق باستقلال الروح.