الخرافة ، لأنّ من يدّعي باتّخاذ الله سبحانه وتعالى ولدا ، إنّما يمس كبرياء الباري عزوجل وعظمته ، وينزله إلى المستوى البشري المادي (١).
٤ ـ الادعاء الفارغ
إنّ البحث في المعتقدات والمبادئ المنحرفة ، كشف عن أنّ أغلبها ليس له أي دليل واقعي ، ولكن بعض الأشخاص يتخذها كشعار كاذب كي يتبعه الآخرون ، وتنتقل أحيانا من جيل إلى آخر كعادة. والقرآن هنا يلقي علينا دروسا في تجنب الادعاءات التي ليس لها أي دليل أو سند قوي ، ويأمرنا بعدم إعارة أية أهمية لناقلها ومروجها ، وقد اعتبر الله تبارك وتعالى تلك الأعمال من الكبائر ، وعدّها مصدرا للكذب والدجل.
ولو اتّخذ المسلمون هذا الأصل منهجا في حياتهم ، أي عدم التحدّث بشيء من دون التأكيد منه ، ورفض أي شيء ليس له دليل ، وعدم الاهتمام بالإشاعات الفارغة ، لتحسن الكثير من أمورهم وتصرفاتهم الخاطئة.
٥ ـ العمل الصالح برنامج مستمر
الآيات المذكورة أعلاه عند ما تتحدّث عن المؤمنين ، تعتبر العمل الصالح بمثابة برنامج مستمر ، إذ أنّ كلمة (يعملون في قوله تعالى : (يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) فعل مضارع ، والفعل المضارع يدل على الاستمرارية ، فالعمل الصالح يمكن أن يصدر صدفة أو بسبب ما عن أي شخص ، فلا يكون حينئذ دليلا على الإيمان الصادق ، لكن استدامة العمل الصالح دليل الإيمان الصادق.
__________________
(١) حول عقيدة التثليث واعتقاد المسيحيين بأنّ المسيح ابن الله يمكن مراجعة ما جاء في ذيل الآية (١٧١) من سورة النساء في تفسيرنا هذا.