أمّا «وقر» على وزن «جبر» فتعني ثقل السمع ، و «وقر» على وزن «رزق» تعني الحمل الثقيل.
٥ ـ تفسير جملة (بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ)
في معنى هذه الجملة ذكر تفسيرين :
الأوّل : الذي يذهب إليه العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ، والرازي في التّفسير الكبير ، إذ قالا بأنّها تعني «غرض الاستماع» يعني نحن نعلم الغرض من استماعهم لك ، فهو ليس لسماع الحق ، بل للاستهزاء وإلصاق التهم وتضليل الآخرين.
أمّا الثّاني : (كما ذهب إليه العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان) فقد اعتبرها «وسيلة الاستماع» بمعنى نحن نعلم بأي مسمع وأذن يستمعون إليك ، ونعلم ما في قلوبهم ونعلم نجواهم. (ويظهر أنّ التّفسير الأوّل أقرب).
٦ ـ لماذا اتهموا النّبي بأنّه مسحور؟
إنّ اتّهام النّبي العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم من قبل المشركين بأنّه (مسحور) لأنّهم أرادوا رميه بالجنون ، وأنّ السحرة أثروا على عقله وفكره بحيث أصيب في حواسه ، وأخذ يظهر ما يظهر ـ العياذ بالله!!
بعض المفسّرين احتملوا أن تكون كلمة (مسحور) بمعنى الساحر (لأنّه ـ كما أشرنا قبلا ـ فإنّ اسم المفعول قد يأتي في بعض الأحيان بمعنى اسم الفاعل) وبهذا الأسلوب أرادوا إعطاء صفة السحر لكلام الرّسول حتى يحولوا دون تأثيره في النفوس والقلوب. وهذا الاتهام بحدّ ذاته يعتبر اعترافا ضمنيا على مدى تأثير دعوة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقواله على الناس.