والذين يشعلون نار الفتنة والحرب في كل زاوية من زوايا العالم ، ويفتعلون العديد من الجرائم والمظالم بحق الشعوب ، إضافة إلى المنافقين الذين يتعاملون معهم تعاملا سياسيا وغير سياسي، وكذلك كل المتسلطين الذين يسيرون على خطى بني أمية في البلاد الإسلامية ، ويقفون ضدّ الإسلام ، ويبعدون المخلصين والمؤمنين من حركه المجتمع ، ويقومون بتسليط المجرمين والخبثاء على رقاب الناس ، ويقتلون أهل الحق والمجاهدين ، ويفتحون المجال لبقايا الجاهلية في استلام الأمور والتحكّم بالمقدرات ... إنّ هؤلاء جميعا هم فروع وأغصان وأوراق هذه الشجرة الخبيثة المعلونة ، وهم علامات اختبار ومواقع امتحان للمؤمنين ولعامّة الناس في هذه الحياة الدنيا.
٢ ـ أعذار منكري الإعجاز
إنّ بعض الجهلة والغافلين في عصرنا الحاضر ، يقولون : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تكن لديه من معجزة سوى القرآن الكريم ، ويقدمون مختلف الحجج من أجل إثبات أقوالهم ودعاواهم ، وممّا يحتجون به قوله تعالى : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) حيث يعتبرونها دليلا على أنّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يأت بمعجزة ، بخلاف باقي الأنبياء السابقين.
ولكن العجيب في أمر هؤلاء أنّهم التزموا بأوّل الآية وتركوا آخرها ، حيث تقول نهاية الآية (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) هذا التعبير القرآني يوضح أنّ المعجزات تقع على نوعين :
القسم الأوّل : المعجزات التي لها ضرورة لإثبات صدق دعوة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وتشوق المؤمنين ، وتخوّف المنكرين للنّبوة.
القسم الثّاني : المعجزات التي لها جانب اقتراحي ، أي إنّها تصدر من اقتراحات المعاندين وتنطلق من أمزجة ذوي الأعذار ، وفي تأريخ الأنبياء