بحثان
١ ـ من هو المخلص؟
قرأنا في الآيات السابقة أنّ الله سبحانه جعل موسى من العباد المخلصين ـ بفتح اللام ـ وهذا المقام عظيم جدّا كما أشرنا إلى ذلك ، مقام مقترن بالضمان الإلهي عن الانحراف ، مقام محكم لا يستطيع الشيطان اختراقه ، ولا يمكن تحصيله إلّا بالجهاد الدائم للنفس ، والطاعة المستمرة المتلاحقة لأوامر الله سبحانه.
إنّ كبار علماء الأخلاق يعتبرون هذا المقام مقاما ساميا جدّا ، ويستفاد من آيات القرآن أنّ للمخلصين امتيازات وخصائص خاصّة ، سنتطرق إليها إن شاء الله تعالى.
٢ ـ الفرق بين الرّسول والنّبي
الرّسول هو الشخص الذي ألقيت على عاتقه مهمّة أو رسالة ليبلغها ، والنّبي ـ بناء على أحد التفاسير ـ هو الشخص المطلع على الوحي الإلهي والذي يخبر بما يوحى إليه ، وبناء على تفسير آخر هو الشخص العالي المقام والسامي المرتبة ، وقد بينّا اشتقاق كلا الكلمتين ما مادتيهما. هذا من جهة اللغة.
أمّا من جهة التعبيرات القرآنية ولسان الرّوايات ، فالبعض يرى أن «الرّسول» صاحب شريعة ومأمور بابلاغها ، أي يتلقى الوحي الإلهي ثمّ يبلغه للناس ، أمّا «النّبي» فإنّه يتلقى الوحي ، إلّا أنّه ليس مكلفا بإبلاغه ، بل مكلف بأداء واجبه فقط ، أو الإجابة على أسئلة من سأله.
وبتعبير آخر فإنّ النّبي مثله كالطبيب الواعي الذي جلس في محله مستعدا لاستقبال المرضى ، فهو لا يذهب إلى المرضى ، أمّا إذا راجعه مريض فإنّه لا يمتنع عن معالجته وأداء النصح إليه. أمّا الرّسول فإنّه كالطبيب السيّار ، وبتعبير الإمام