٢ ـ قابليات الأشياء الخارقة
من المسلّم أن موسى الذي اختار لنفسه عصا الرعي تلك ، لم يكن يصدق أن هذا الموجود البسيط يستطيع القيام بمثل هذا العمل العظيم بأمر الله ، ويحطم قوّة الفراعنة ، إلّا أنّ الله سبحانه قد أراه أن نفس هذه الآلة البسيطة تستطيع أن توجد مثل تلك القوة الخارقة.
إنّ هذا ـ في الواقع ـ درس لكل البشر بأن لا يستصغروا أي شيء ، فإن كثيرا من الموجودات التي ننظر إليها باحتقار تحتوي في باطنها على قدرات عظيمة نحن غافلون عنها وغير مطلعين عليها.
٣ ـ ماذا تقول التوراة حول هذا الموضوع؟
في الآيات أعلاه قرأنا أنّ موسى عليهالسلام عند ما أخرج يده من جيبه كانت بيضاء مضيئة لا عيب فيها ، ويمكن أن تكون هذه الجملة من أجل نفي التعبير الذي يلاحظ في التوراة المحرفة ، فقد ورد في التوراة : (وقال الله له أيضا : الآن ضع يدك إلى جنبك ، فوضع يد إلى جنبه ، وأخرجها فإذا يده مبروصة كالثلج) (١).
إن كلمة «المبروص» مأخوذة من البرص ، وهو نوع من الأمراض ، ومن المسلم أن استعمال هذا التعبير هنا خطأ وغير مناسب.
* * *
__________________
(١) التوراة ، سفر الخروج ، الفصل الرابع ، الجملة ٦.