٣ ـ كل عمل يحتاج إلى تخطيط ووسائل
الدرس الآخر الذي نستفيد من حياة موسى وجهاده العظيم ، هو أنّه حتى الأنبياء ، ومع امتلاكهم للمعجزات ، كانوا يستعينون بالوسائل العادية الطبيعية ، من البيان البليغ والمؤثر ، ومن طاقات المؤمنين بهم الفكرية والجسمية ، في سبيل تقدم عملهم وتطوره ، فليس صحيحا أن ننتظر المعاجز في حياتنا دائما ، بل يجب تهيئة البرامج وأدوات العمل ، والاستمرار في التقدم بالطرق والوسائل الطبيعية ، فإذا ما واجهتنا عقدة ومعضلة ، فيجب أن ننتظر اللطف الإلهي هناك.
٤ ـ التسبيح والذكر
لقد جعل موسى الهدف النهائي من طلباته ـ كما في الآيات محل البحث ـ هو:(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) ومعلوم أنّ التسبيح يعني تنزيه الله عن تهمة الشرك والنواقص الإمكانية ، ومعلوم أيضا أنّ مراد موسى عليهالسلام لم يكن تكرار جملة «سبحان الله» مرارا ، بل كان الهدف إيجاد حقيقة التسبيح في ذلك المجتمع الملوث في ذلك الزمان ، فيقتلعوا الأصنام ، ويهدموا معابد الأوثان ، وتغسل الأدمغة من أفكار الشرك ، وترفع النواقص المادية والمعنوية.
وبعد تنزيه المجتمع عن هذه المفاسد ، عليهم أن يحيوا في القلوب ذكره تعالى وذكر صفاته ، ويجعلون الصفات الإلهية تشع في أرجاء المجتمع ، والتأكيد على كلمة «كثيرا»توحي بأنّه كان يريد أن يجعل هذا الأمر عاما ، وأن يخرجه من الإختصاص بدائرة محدودة.
٥ ـ الرّسول الأعظم يكرر مطالب موسى
يستفاد من الرّوايات الواردة في كتب أهل السنة والشيعة أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد طلب من الله نفس تلك المطالب التي طلبها موسى عليهالسلام من الله من أجل تقدم عمله ،