الآيتان
(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (٧٦) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً (٧٧))
أسباب النّزول
المشهور أنّ هذه الآيات نزلت في أهل مكّة بعد أن قرروا إخراج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منها. ثمّ بدّلوا رأيهم بعد ذلك وقرروا قتله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحاصروا بيته صلىاللهعليهوآلهوسلم ولكنّ الله أنجاه من هذه المكيدة بشكل إعجازي واستطاع أن يهاجر إلى المدينة المنوّرة.
البعض يرى أنّ هذه الآيات نزلت بشأن اقتراح يهود المدينة على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في أن يخرج منها إلى بلاد الشام باعتبار أنّ المدينة ليست أرض الأنبياء ، بل إنّ أرض الأنبياء هي الشام ، لذلك قال اليهود لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا كنت ترغب بانتشار دعوتك فهاجر إلى هناك ، إلى بلاد الشام.
ولكن لمّا كانت هذه السورة مكّية فيتّضح عدم صحّة هذا السبب للنزول ، فضلا عن أنّنا سوف نرى أثناء الحديث عن الآيات أنّها ـ أيضا ـ لا تتوافق مع السبب المذكور.