نقابَها ، وتنزل إلى معترك الحياة لتساهم مساهمة فعالة في بناء الهيكل الاجتماعي والديني للطائفة الإسماعيلية خاصّة وللعالم الإسلامي عامة ، وأن تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في مختلف نواحي الحياة إسوة بجميع النساء الإسماعيليات في العالم ، وآمل في زيارتي القادمة أن لا أرى أثراً للحجاب بين النساء الإسماعيليات ، وآمرك أن تبلغ ما سمعت لعموم الإسماعيليات بدون إبطاء ». (١)
إنّ استعراض تاريخ الدعوات الباطنية السرية وتنظيماتها رهن الوقوف على وثائقها ومصادرها التي تنير الدرب لاستجلاء كنهها ، وكشف حقيقتها وما غمض من رموزها ومصطلحاتها ، ولكن للأسف الشديد انّ الإسماعيلية كتموا وثائقهم وكتاباتهم ومؤلفاتهم وكلّ شيء يعود لهم ولم يبذلوها لأحد سواهم ، فصار البحث عن الإسماعيلية بطوائفها أمراً مستعصياً ، إلّا أن يستند الباحث إلى كتب خصومهم وما قيل فيهم ، ومن المعلوم انّ القضاء في حقّ طائفة استناداً إلى كلمات مخالفيهم ، خارج عن أدب البحث النزيه.
وهذا ليس شيئاً عجيباً إنّما العجب انّ المؤرّخين المعاصرين من الإسماعيلية واجهوا نفس هذه المشكلة منذ زمن طويل ، يقول مصطفى غالب وهو من طليعة كتّاب الإسماعيلية : « من المشاكل المستعصية التي يصعب على المؤرّخ والباحث حلّها وسبر أغوارها ، وهو يستعرض تاريخ الدعوات الباطنية السرية ، وتنظيماتها ، حرص تلك الدعوات الشديد على كتمان وثائقهم ومصادرهم ـ إلى أن يقول : ـ والمعلومات التي نقدّمها للمهتمّين بالدراسات الإسلامية مستقاة من الوثائق والمصادر الإسماعيلية السرية ». (٢)
______________________
١. المصدر السابق : ٢٦٥ ، الخطاب لمن رفع السؤال إليه وهو الكاتب مصطفى غالب السوريّ.
٢. المصدر نفسه : ٣٥.