الإمام الحادي عشر
الحاكم بأمر الله
( ٣٧٥ ـ ٤١١ هـ )
هو منصور بن نزار (١) ولد يوم الخميس لأربع ليال بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ٣٧٥ هـ ، وبويع في اليوم الذي توفي فيه والده أي سنة ٣٦٨ هـ ، وكان عمره أحد عشر عاماً ونصف العام وهو من الشخصيات القليلة التي لم تتجلّ شخصيته بوضوح ، وقام بأعمال إصلاحية زعم مناوئوه انّها من البدع.
يقول الجزري : وبنى الجامع براشدة ، وأخرج إلى الجوامع والمساجد ، من الآلات ، والمصاحف ، والستور والحصر ما لم ير الناس مثله ، وحمل أهل الذمة على الإسلام ، أو المسير إلى مأمنهم ، أو لبس الغيار ، فأسلم كثير منهم ، ثمّ كان الرجل منهم بعد ذلك يلقاه ، ويقول له : إنّني أُريد العود إلى ديني ، فيأذن له.
أظن انّ إدخال الحصر إلى المساجد ، لأجل أنّ المسجود عليه في مذهب الشيعة يجب أن يكون إمّا أرضاً ، أو ما أنبتته الأرض ، فبما أنّ المساجد كانت مفروشة فحمل الحصر على ذلك.
ويقول أيضاً : ثمّ أمر في سنة ٣٩٩ هـ بترك صلاة التراويح ، فاجتمع الناس بالجامع العتيق ، وصلّى بهم إمام جميع رمضان ، فأخذه وقتله ، ولم يصل أحد
______________________
١. وأسماه في « الإمامة في الإسلام » بـ « الحسن بن نزار » ولكن في الخطط ، وتاريخ الدعوة الإسماعيلية حسب ما أثبتناه.