لثلاث عشرة ليلة بقيت من صفر سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، وله من العمر ثمان وعشرون سنة وأيام (١) ، فكانت مدّة ولايته سبع سنين وكسراً ، وتولّىٰ بعده ولدُه أبو علي المنصور ، الملقب بالآمر ، وله من العمر خمس سنين وشهر وأربعة أيام ، ولم يكن في من تسمىٰ بالخلافة قط أصغر منه ، ومن المستنصر ، وكان المستنصر أكبر من هذا ، ولم يقدر يركب وحده الفرس ، وقام بتدبير دولته الأفضل ابن أمير الجيوش ، أحسن قيام ، إلى أن قتل. (٢)
الإمام الثاني
الآمر بأحكام الله
( ٤٩٠ ـ ٥٢٤ هـ )
هو منصور بن أحمد ، ولد في القاهرة في الثالث عشر من محرم ، وبويع بالخلافة يوم وفاة والده في الثالث عشر من صفر سنة ٤٩٥ هـ ، وكان له من العمر خمس سنوات ، وفي عهده سقطت مدينة « صور » بأيدي الصليبيين ، وذلك بعد سقوط انطاكية وبيت المقدس وقيصارية وعكا وبانياس وطرابلس ، وأكثرها كانت فاطميّة.
من آثاره العمرانية الجامع الأقمر في القاهرة ، وتجديد قصر القرافة ، وفتح مكتبة دار العلوم للمطالعة والتدريس ، قتله النزاريون انتقاماً لإمامهم نزار ، وكان في هودج يقوم بالنزهة بين الجزيرة والقاهرة ، وقد حُمل إلى القصر ، ولكنّه لم يلبث أن
______________________
١. لو كان له من العمر ثمان وعشرون عاماً عند الوفاة لكانت ولادته عام ٤٦٧ ، لا ما ذكره من انّ ولادته ٤٦٩ هـ.
٢. ابن خلكان : وفيات الأعيان : دار صادر : ١ / ١٨٠.