الثالث : جميع الفضائل الموجودة في أشخاص العالم فيه حتى لا يوجد فوق كماله كمال في وقته. (١)
أقول : إنّ القسم الثاني الذي يريد به القرآن الكريم داخل تحت القسم الأوّل ، فلا وجه لعدّه قسماً ثانياً.
والقسم الثالث : كمالات النبي ، ولا تعدّ معجزة.
يُفضَّلُ رسول الله على سائر الرسل والأنبياء من وجوه ، أفضلها الوجوه التالية :
أ : هو أنّه سبحانه جعل شريعته مؤيّدة لا تُنسخ أبداً ، وجعل الإمامة في ذريّته إلى قيام السّاعة ، ولم يُقدَّر ذلك لغيره.
ب : انّ الله عزّ وجلّ أعطاه الشفاعة في الخلق. ولم يعطها إلى نبي قبله.
ج : انّ الأنبياء قبله بطلت معجزاتهم من بعدهم ، ومعجزة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي « القرآن » ثابتة مؤيّدة لا تفنى أبداً إلى حين زوال أحكام الدنيا. (٢)
إنّ الحكمة والفلسفة العقليّة ، هي والحكمة الشرعيّة سواء ، لأنّ الله سبحانه خلق في عباده حكماء ، وعقلاء ، ومحال أن يشرع لهم شرعاً غير محكم وغير معقول ، ولا يبعث برسالته وشرعه إلّا حكيماً عاقلاً مدركاً مبيّناً لِما تحتاجه العقول ، ويكلّف لها بما يسعدها ويقوّي نورها ويعظّم خطرها. (٣)
______________________
١. تاج العقائد : ٩٧. |
٢. تاج العقائد : ٥٩ ـ ٦٠. |
٣. المصدر نفسه : ١٠١.