وأمين سره ، والقائم بأعمال الرسالة الكبرى ، والمنفذ للأوامر العليا ، فمنه تتسلسل الأئمة المستقرون في الأدوار الزمنية ، وهو المسؤول عن شؤون الدعوة الباطنية القائمة على الطبقة الخاصة ممن عرفوا « التأويل » ووصلوا إلى العلوم الإلهية العليا.
هو الذي يتم أداء الرسالة في نهاية الدور ، والدور كما هو معروف أصلاً يقوم به سبعة من الأئمة ، فالإمام المتم يكون سابعاً ومتماً لرسالة الدور ، وانّ قوته تكون معادلة لقوة الأئمّة الستة الذين سبقوه في الدور نفسه بمجموعهم. ومن جهة ثانية يطلق عليه اسم ناطق الدور أيضاً ، أي انّ وجوده يشبه وجود الناطق بالنسبة للأدوار. أمّا الإمام الذي يأتي بعده فيكون قائماً بدور جديد ، ومؤسساً لبنيان حديث.
هو الذي يملك صلاحية توريث الإمامة لولده ، كما أنّه صاحب النص على الإمام الذي يأتي بعده ، ويسمّونه أيضاً الإمام بجوهر والمتسلم شؤون الإمامة بعد الناطق مباشرة ، والقائم بأعباء الإمامة أصالة.
هو الذي يتسلّم شؤون الإمامة في الظروف والأدوار الاستثنائية ، وهو الذي يقوم بمهماتها نيابة عن الإمام المستقر بنفس الصلاحيات المستقرة للإمام المستقر ، ومن الواضح أنّه لا يستطيع أن يورث الإمامة لأحد من ولده ، كما أنّهم يطلقون عليه (نائب غيبة ). (١)
______________________
١. عارف تامر : الإمامة في الإسلام : ١٤٣ ـ ١٤٤.