قد تعرفت على نظام الإمامة في مذهب الإسماعيلية ولكن المهم هو الوقوف على ملامح الإمامة عندهم بصورة عامة ، وقد تصدّى لذكرها الداعي اليمني علي ابن محمد الوليد في كتابه « تاج العقائد » ونحن ننقل منه ما يبيّن عقيدتهم في ذلك :
إنّ صاحب الوصية هو الذي جوهره لاحق بجوهره ، وكماله مشتق من كماله ، وإنّ معاني أقواله ورموز شريعته وأسرار ملته وحقائق دينه توجد عنده ، ولا تتعداه ، ولا تؤخذ إلّا منه ، وانّه المبرهن عن أغراضه ، والمفصح لأقواله ، المبين لأفعاله ، القائم بالهداية بعده لمن قصد المعرفة لما جاء به ، والحافظ لشريعته من الآراء المختلفة ، وبذلك كان وصياً ، ولا يوجد في الأصحاب من يقوم مقامه ، ولا يسد مسده في حفظ معاني تكليفه الذي أخذه عن باريه مع ما يوجد فيه من الطهارة ، وصدق القول ، وزكاة النفس ، والاحتواء على العلوم ، والقربة منه في الطبع ، والجوهر ، والسابقة ، والصحبة ، والأصل. (١)
يُعْتقد انّ الإمامة في آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من نسل علي وفاطمة فرض من الله سبحانه أكمل به الدين فلا يتم الدين إلّا به ، ولا يصحّ الإيمان بالله والرسول إلّا بالإيمان بالإمام والحجّة ، ويدل على فرض الإمامة إجماع الأُمّة على أنّ الدين والشريعة لا يقومان ولا يصانان إلّا بالإمام ، وهذا حقّ لأنّه سبحانه لا يترك الخلق
______________________
١. تاج العقائد : ٦٥.