سدى. ولا يمنعهم هذه الفريضة التي لا تسوغ الهداية إلّا بها.
وإنّ الرسول نص على ذلك نصاً تشهد به الأُمة كافة بقوله : « الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا ، وأبوهما خير منهما » ، ولم يحوج الأُمّة إلى اختيارها في تنصيب الإمام ، بل نص عليها بهذا لأنّ بالإمامة كمال الدين.
فلو أنّ الرسول تركها حتى تكون الأُمة هي التي تفعلها ويتم بما فعلوه ( في ) دين الله بقولهم انّ الرسول لم ينص على الوصية ولا استخلف أحداً لخرجت الإمامة عن أن تكون فرضاً على الأُمة ، وكان سبيلها سبيل الولاة في كلّ زمان ، القائمين بأُمور الناس.
إلى أن قال : وقد اعترف المخالفون انّ إمامة الثلاثة ليست بنص ، لأنّهم قد جحدوا النص والوصية وفيما جرى في السقيفة من الأُصول ما يجب للعاقل أن يفكر فيه وغير معيوب على المتخلّف عن بيعتهم والخلاف لهم فيها إذ كان الحال فيما تقرّر مشهوراً غير مستور ، والعودة إلى الحقائق أولى لمن يعتمد عليها إذا كان طالباً للهداية مع ترك التعصب. (١)
الإمام يرث من النبوة الظواهر والأحكام وجري الأُمور على ما علمه من النظام.
ويرث من صاحب الوصاية المعاني التي ورثها عن النبوة ، ليكون الكمال موجوداً لقاصده ، ومسلماً في شريعته التي جعلها عصمة لمن التجأ إليها ، وطهارة لمن التزم قوانينها وسار على محجَّتها ، فتسلم له دنياه ويفوز في عقباه بالتجائه إلى من عنده علم النجاة وحقيقة الشريعة السالمة من كلّ تغيير وتمويه مع سلامة
______________________
١. المصدر نفسه : ٦٥ ـ ٦٦.