يعتقد بوصية الرسول إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام من اثني عشر وجهاً ، منها :
١. قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يحل لامرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلّا ووصيته مكتوبة عند رأسه ».
٢. إجماعنا على أنّ الرسول استخلف علي في المدينة في غزوة تبوك مقتدياً باستخلاف موسى لأخيه هارون عند مضيه لميقات ربه ، وفي هذا الاستخلاف قال له : « يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ».
٣. حديث الدار والإنذار وقد ذكره المفسرون في تفسير قوله سبحانه : ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ (١). (٢)
أقول : والعجب انّه لم يذكر حديث الغدير الذي اتفقت الأُمّة علىٰ نقله !!
ويعتقد انّ قعود الوصي بعد الوصية لم يكن عن عجز ، ولا تفريط ، وذلك لأنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أعلمه عن دولة المتغلبين ، وعقوبة الله عزّ وجلّ لهم في ذلك بقوله : « إنّ لك يا علي في أُمّتي من بعدي أمر ، فإن ولّوك في عافية ، وأجمعوا عليك في رضى ، فقم بأُمورهم ، وإن اختلفوا واتبعوا غيرك ، فدعهم وما هم فيه ، فإنّ الله سيجعل لك مخرجاً ».
فلمّا قام أمير المؤمنين في يوم الجمل وصفين والنهروان قام في الوصية أيضاً لقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا علي تقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين ».
______________________
١. الشعراء : ٢١٤.
٢. تاج العقائد : ٦٠ ـ ٦٤.