تحمّل ، ولا كذب ، ولا داهن ، ولا مال إلى مفضول ، بالرغم من ميل الغير عنه إلى كل مفضول ، مع إقرار المفضول على نفسه بقوله : « ولّيت عليكم ولست بخيركم » وغير ذلك من قوله : « فإن غلطت فردّوني ، وإن اعوججت فقوّموني ، فإنّ لي شيطاناً يغريني ».
فليت شعري على أي شيء اعتمدوا بتقديم من قدّموه دون نص ، أو وصية ». (١)
ويعتقد انّ اختيار الأُمّة لنفسها الإمام غير جائز ، لأنّ إقامة الحدود على الأُمّة هي للإمام ، ففيها بعض رسوم الشريعة المبسوطة إلى الإمام ، من دون الأُمة ، فإقامة الإمام الذي تتعلّق به كلّ أُمور الشريعة ، لأنّه صاحب المقام العظيم ، والمستخلف أولى أن يكون بأمر الله ، وإذا كان إقامة الإمام بأمر الله كان من ذلك الإيجاب بأنّ الاختيار من الأُمّة باطل.
وانّ صحّة العلم انّ المختار للإمامة لا يكون إلّا بعد الإحاطة بجميع ما يحتاج إليه في الإمامة من علم الشريعة والكتاب والأحكام ، ثمّ العلم بأنّ ما عرف ممّا يحتاج إليه في الإمامة موجود فيمن يختاره هو كاف فيه. (٢)
ويعتقد انّ كلّ من دفع الإمام عن مقامه ومنزلته وعانده بعد وصية النبي له في كلّ عصر وزمان ، إنّما هو المشار إليه باسم الطاغوت ، وهو رئيس الجائرين
______________________
١. تاج العقائد : ٧٥ ـ ٧٦.
٢. تاج العقائد : ٧٦.