وهو عود الروح بعد مفارقة البدن إلى الدنيا عن طريق تعلقها ببدن آخر كتعلّقها بالجنين عند استعدادها لإفاضة الروح وله أقسام مذكورة في محلّها. (١)
وربما ينسب القول بالتناسخ إلى الإسماعيليّة ، ولكن النسبة في غير محلّها.
يقول الداعي الكرماني : وأمّا من يرى الجزاء ، مثل محمد بن زكريا والغلاة وأهل التناسخ ، وانّه يكون في الدنيا ، فمن اعتقادهم انّ هذه الأنفس لها وجود قبل أشخاصها بخلاف اعتقاد الدهرية وأمثالها ممّن ينحون نحوهم الذين يقولون انّ وجودها بوجود أشخاصها ، ويقولون : إنّها جوهر تتردد في الهياكل بحسب اكتسابها إلى أن تصفو وتعود ، فقد (٢) أوردنا في كتابنا المعروف بـ « الرياض » و « ميزان العقل » وغيرهما من رسائلنا في فساد قولهم ما يغني سيّما ما يختص بذلك في كتابنا المعروف بـ « المقاييس » رداً على الغلاة وأشباههم. (٣)
يقول الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب : ويذهب أكثر الذين كتبوا عن عقائد الإسماعيليّة من القدماء والمحدثين بأنّ الإسماعيليّة يقولون بتناسخ الأرواح ، أي أنّ الروح بعد الموت تنتقل إلى إنسان آخر أو إلى حيوان أو نبات على نحو ما نراه في العقيدة البوذية أو النصيرية مثلاً ، ويمكننا بعد أن درسنا كتب الإسماعيلية السرية والعلنية دراسة دقيقة ، أن نقول بأنّهم لا يدينون مطلقاً بالتناسخ ، بل ذهبوا إلى أنّ الإنسان بعد موته يستحيل عنصره الترابي ( جسمه ) إلى ما يجانسه من التراب ، وينتقل عنصره الروحي ( الروح ) إلى الملأ الأعلىٰ ، فإن كان الإنسان في حياته مؤمناً بالإمام فهي تحشر في زمرة الصالحين وتصبح ملكاً مدبراً ، وإن كان
______________________
١. لاحظ شرح المنظومة للحكيم السبزواري : ٣١٢.
٢. جواب لقوله : امّا.
٣. راحة العقل : ٣٦٤.