شريراً عاصياً لإمامه حشرت مع الأبالسة والشياطين وهم أعداء الإمام.
والإمام نفسه يجري على جسده مثلما يجري على سائر الأجساد بعد الموت ، حيث يتحلّل كل قسم إلى ما يناسبه ، فالجسم الترابي يعود إلى التراب ، والنفس الشريفة تعود إلى ما يجانسها ويناسبها ، فتصبح نفس الإمام عقلاً من العقول المدبرة للعالم ، فلا تتناسخ ولا تتلاشىٰ أي تتقمص. (١)
والحساب تابع للبعث وهو فعل يحدث عنه من النفس للنفس الثواب الذي هو الملاذ والمسار ، والعقاب الذي هو الألم والعذاب والغم ، وينقسم هذا الفعل إلى ما يكون وجوده في الدنيا ، وإلى ما يكون وجوده في الآخرة.
فأمّا ما يكون وجوده في الدنيا فينقسم قسمين. ثمّ أفاض الكلام في القسمين. (٢)
يقول الكرماني : إنّها موصوفة بالسرمد والأبد ووجود الملاذ فيها أجمع ، وأنّها لا تستحيل ، ولا تتغير ، ولا يطرأ عليها حال ، ولا تتبدل ، والذي بهذه الصفة هو النهاية الأُولة من الموجودات عن المتعالى سبحانه عن الموصوفات والصفات إبداعاً خارج الصفحة العليا من السماوات المعرب عنها بسدرة المنتهى الذي هو المبدع الأوّل. (٣)
______________________
١. مصطفى غالب : في مقدمة كتاب الينابيع : ١٦.
٢. راحة العقل : ٣٦٩.
٣. راحة العقل : ٣٧٩.