في هذا الدور يظهر لنا أنّ هُنيد (١) هو الإمام المقيم ، الذي ربّى وتعهّد ، وأقام الرسول الناطق آدم ، وفي هذا الدور أيضاً يظهر لآدم أساسان هما : هابيل وشيث ، الأوّل قتل بيد أخيه « قابيل » فاستلم منصبه بعد وفاته « شيث » . ويظهر أنّ متمَّ الدَّور هو الإمام السابع لامك بن متوشالح.
المعروف تاريخيّاً أنّ هبوط آدم كان في عدن ، وأنّ وفاته كانت في موقع غار أبي قبيس في أرض الكعبة ، ويُقال : أنّ نوحاً بعد الطوفان استخرج جثته ، ودفنها في النجف الأشرف ، إنّ الأرقام التاريخيّة المذكورة أعلاه اعتبرناها في بدء ظهور آدم صفراً حتى طوفان نوح. ولهذا يكون آدم قد عمَّر ٩٣٠ عاماً ، وشيث تسعمائة واثني عشر ٩١٢ ، وأنوش هو أوّل من غرس النخل ٩٥٠ عاماً ، وقينان ٩١٠ أعوام ، ومهليئل ٨٩٥ عاماً ، ويارد ٩٦٢ عاماً واخنوخ ٣٦٥ عاماً ، ومتوشالح ٩٥٥ عاماً ، ولامك ٨٩١ عاماً.
في المصادر التاريخيّة أنّ الإمام الخامس أخنوخ هو إدريس أو هرمس المثلث ، وهو أوّل من خط بالقلم ، وكان مسكنه في الكوفة ، وقد ولد قبل الطوفان بمدَّة يسيرة ، أمّا ابتداء الطوفان فكان سنة ٢٢٤٢. انّ الكتاب السماويَّ المتداول في الدّور الأوّل هو « الصحف » وتنسب إلى آدم.
______________________
١. قال العلامة الروحاني : ولم يعلم انّ هُنَيْد مربى آدم وهو الإمام المقيم هل هو من جنس آدم أو ملك أو جنّ أو غيرها.
أقول : من العجب أنّه لم يأت اسمه في الذكر الحكيم ، ولو كان له ذلك المقام الشامخ ، فأولى أن يكون معلّم الملائكة ، لا آدم ثمّ إنّ المذهب المبنيّ على هذه الحدسيات التي لا تقوم علىٰ أساس قطعي لا يكتسب صبغة علميّة قطعيّة.