في هذا الدّور يبدو أنّه ظهر تطور جديد على قصة الإمامة ، فالأئمّة المستقرّون من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، يدخلون كهف التقية والاستتار ويحل محلّهم الأئمة المستودعون ، الذين هم من ولد إسحاق بن إبراهيم ، وقد ظل هذا الوضع قائماً حتى ظهور الناطق السادس محمد ، الذي ينحدر من أُسرة الإمام المستقر إسماعيل ، بينما الرسولان الناطقان ، موسى وعيسى ، ينحدران من أُسرة إسحاق بن إبراهيم الخليل ، ومن الواضح أنّه في عهد محمد ينتهي دور الاستيداع ، وتعود الإمامة إلى الأئمّة المستقرين.
مما يجدر ذكره أنّ الرسول الناطق إبراهيم ، ولد في الأهواز ، ومنها جاء إلى حوران ، حيث اتخذها دار هجرة ، ودفن في بيت المقدس ، وقد عاش ١١٣ عاماً ، أمّا ولده الأكبر إسماعيل ، فوالدته هاجر وقد عاش ١٣٧ عاماً ، ودفن في بيت الله الحرام ، وأما إسحاق الابن الثاني ، فوالدته سارة ، وكان يقيم بين الشام والقدس ، وقد عاش ٢٨٠ عاماً ودفن في بيت المقدس ، ويأتي بعده ولده الذي عاش ٣٠٧ أعوام ، وقد دفن في القدس. وبعده يأتي أيضاً يوسف فقد عاش ١١٠ أعوام ، ودفن في مصر. أمّا أيّوب ، وهو الإمام الخامس فقد توفي في ( مسكنه ) وعاش ٩٣ عاماً ، ويأتي بعده ابنه يونان ، وهو يونس أو ذو النون ، كما هو معروف ، ومقامه في نينوى ، قرب الموصل ، على هذه الصفحة نلاحظ أنّ شعيب هو الإمام المستودع المتمّ للدور الثالث ، وكان يقيم في مديَن.