في هذا الدّور يظهر على المسرح أربعة عشر إماماً مستقراً ، يقابلهم سبعة أئمّة مستودعين ، أيْ أنّ كلَّ إمام مستودع كان معاصراً لإمامين مستقرين ، ولم يجر مثل هذا في الأدوار السابقة. ويلاحظ أنّ ولادة عيسى كانت سنة ١٧١٦ موسوية ، أي بعد وفاة موسى ، وقد قتل صلباً (١) سنة ١٧٤٩ ، وعمّر ثلاثة وثلاثين عاماً ، أمّا أساس الدّور المستقر فكان يحيى ، وهو الذي ولد قبل ولادة عيسى بستة أشهر ، وهو يوحنا المعمدان نفسه ، ومن المعروف انّ هيرودس الروماني قتله سنة ١٧٤٦ ، وأنّ الأساس الثاني المستقر للدور الخامس الذي سلم إليه هو « شمعون الصفا » أو سمعان بن يونان ، أو بطرس الراهب ، ويعتبر مربي عيسى وحجّة عمران بن ماتان الذي ورد ترتيبه ، الإمام السادس المستودع في الدور الرابع.
ويلاحظ أنّ جرجس أو بحيرا الراهب هو الإمام السابع المستودع المتم للدور الخامس ، وكان دعاته في الجزيرة العربية هم : عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وزيد بن عمران ، وهو الذي سلّم وراثة الأنبياء المستودعين ، للإمام المستقر المقيم أبو طالب ، يوم جاء إليه من الجزيرة العربية إلى دير بصرى الشام مع النبي محمد. ويلاحظ أنّ الإمام المستقر النضر بن كنانة ، وكان يسمّى قيس ، ولُقّب النضر لنضارته ، وأنّ الإمام المستقر هو فهر بن مالك ، كان لقبه مجمع قريش ، وأنّ كلّاب بن مرة كان يلقب بالحكيم ، أو عروة ، وأنّ قصي بن كلاب هو زيد ، وسمّي قصي لأنّه أُقصي عن عشيرته ، وأنّ عبد مناف بن قصي اسمه المغيرة ، وأنّ هاشم بن عبد المناف اسمه عمران ، وأنّ عبد المطلب بن هاشم اسمه « شيبة الحمد ».
______________________
١. هذا الكلام تفنده الآية الشريفة : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ... ) ( النساء / ١٥٧).