دِينًا ﴾ (١) فلما فعل ذلك (ص) مال إلى النقلة عن دار الدنيا إلى معاده ، فكان بينَ ذلك وبين وفاته سبعون ليلة.
وكان ذلك في التأويل مثل الزوال على رأس سبع ساعات ، كما ذكرنا من النهار ، التي جاء أنّ مَثَل عددها مثلُ عدد حروف اسمه واسم وصيّه (ص) ، وذلك سبعة أحرف ، محمدٌ أربعةُ أحرف ، وعليٌّ ثلاثة أحرف ، فذلك سبعة ، مثل للسبع ساعات ، التي تزول الشمس عندها التي مثلُها مثلُه (ص) ، ومثل زوالها زواله ، وانتقاله إلى معاده ، الذي أعدّ اللهُ له فيه الكرامة لديه. (٢)
يقول : إنّ الأذان مَثَلُهُ مَثَلُ الدعاء إلىٰ ولاية الناطق ، وهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وقته ، والإمام في عصره.
والإقامة مثلُها مثلُ الدعاء إلى حجّته ، وهو وليّ أمر الأُمّة من بعده ، الذي يُقيمه لذلك في حياته ، ويصير مقامه له بعد وفاته ، فالأذان ثماني عشرة كلمة ... ومثل الأذان ، مثلُ الدعاء إلى دعوة الحقّ ، وذلك مثلُ الدعاء إلى الستة النطقاء ، وهم : آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهمالسلام ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والدعاء إلى دعوة الحجج الاثني عشر وهم أكابر الدعاة أصحاب الجزائر ، التي هي جزائر الأرض الاثنتي عشرة جزيرة ، بكلِّ جزيرةٍ منها داعٍ ، يدعو إلى دعوة الحق ، فدعوة الحق تشتمل على هذه الدعوات ، وتؤكّد أمرها ، وتُوجبُ الإقرار بأصحابها ، وكان ذلك مثل عدد كلمات الأذان لكلّ دعوة منها كلمة ؛ والإقامة تسعَ عشرة كلمة ... والإقامة ـ كما ذكرنا ـ مثل النداء إلى الحُجّة فمثلُ الكلمة الزائدة فيها ، مثل الدعوة إلى الحجّة ، الذي هو أساس الناطق ، فأمّا الدعاء إلى الأئمّة وحججهم ، فيدخل ذلك في دعوة أصحاب الجزائر ، لأنّ دعوتهم إلى كلِّ إمامٍ في وقته وحجّته. (٣)
______________________
١. المائدة : ٣. |
٢. تأويل الدعائم : ١ / ١٩٩. |
٣. تأويل الدعائم : ١ / ٢١٤.