يقول عارف تامر : إنّ أوّل جَدَل فَتح للإسماعيليّة الآفاق الجديدة ، ظهورُ كتاب « المحصول » ، وهذا الكتاب وضع موضع التداول في بداية القرن الرابع الهجري ، وينسب إلى الداعي السوري الأكبر « محمد بن أحمد النسفي » الذي كان له الفضل بتحويل مذهب الدولة السامانية في آذربيجان إلى الإسماعيليّة ، وقد أُعدم سنة ٣٣١ هـ ، كما جاء في كتاب « الفرق بين الفرق » لمؤلفه عبد القاهر البغدادي. (١)
وقد ذكر ابن النديم في الفهرست أنّ النسفي خلف ، الحسين بن علي المروزي في خراسان ، الذي مات في حبس نصر بن أحمد ، واستغوى نصر بن أحمد وأدخله في الدعوة الإسماعيليّة ، وأغرمه دية المروزي ، وزعم أنّه ينفذها إلى صاحب المغرب القيّم بالأمر. فلحق نصر سقمٌ طرحه على فراشه ، وندم على إجابته للنسفي ، فأظهر ذلك ومات.
فجمع ابنه نوح بن نصر الفقهاء وأحضر النسفي ، فناظروه وهتكوه وفضحوه ، فقتل النسفي ، ورؤساء الدعاة ووجوهها من قواد نصر ، ممن دخل في الدعوة ومزقهم كل ممزق. (٢)
٣
أبو يعقوب السجستاني
( ٢٧١ ـ وكان حيّاً عام ٣٦٠ هـ )
أبو يعقوب إسحاق بن أحمد السجزي أو السجستاني ، ولد عام ٢٧١ هـ في سجستان ، وهي مقاطعة في جنوب خراسان يمتُّ بصِلة النسب إلى أُسرة فارسيّة ،
______________________
١. عارف تامر : كتاب الرياض : ٦ ، قسم المقدمة.
٢. ابن النديم : الفهرست : ٢٣٩.