٦. رسالة افتتاح الدعوة.
٧. الرسالة المذهبة.
اتضح أنّ الرجل إسماعيلي لا اثنا عشري ، وإن كان محباً لأهل البيت كثيراً ، ويتنزّه عن بعض العقائد المنحرفة عند الإسماعيليّة. وقد ذكر في باب « ذكر منازل الأئمّة » شيئاً عن أحوال الغلاة كما وذكر معاملة علي معهم بالإحراق ، إلى أن يقول : وكان في أعصار الأئمّة من ولد علي مثل ذلك ما يطول الخبر بذكرهم ، كالمغيرة بن سعيد ( لعنه الله ) وكان من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي ودعاته.
إلى أن قال : ولعن أبو جعفر ، المغيرة وأصحابه ، ثمّ ذكر « أبا الخطاب » وعقيدتهم الإباحيّة ، وأنّ أبا جعفر لعنه كل ذلك يدل على سلامة عقيدته في حقّ الأئمّة (١).
ومع ذلك كلّه فهو فقيه إسماعيلي اعتنق ذلك المذهب بعدما كان سنيّاً ، ولم يكن إمامياً اثني عشرياً.
نعم ذكر المحدّث النوري ، أنّ الرجل كان إماميّاً اثني عشريّاً ، وأنّ اقتصاره على الحديث عن الأئمّة الست ، لأجل ستر الأمر وكتمان السر ، واستشهد على ذلك بوجوه غير مجدية نشير إلى بعضها :
الأوّل : قال ابن خلكان : كان من أهل العلم والفقه والدين والنبل ، على ما لا مزيد عليه ، وله عدّة تصانيف ـ إلى أن قال ـ : وكان مالكي المذهب ثمّ انتقل إلى مذهب الإماميّة وصنف كتاب « ابتداء الدعوة للعبيدين ». (٢)
أقول : إنّ المراد من الإماميّة من يعتقد بإمامة علي وأولاده ، سواء كان زيدياً أو إسماعيليّاً أو اثني عشرياً ، والإسماعيليّة يصفون أنفسهم بالإماميّة لقولهم بإمامة
______________________
١. لاحظ دعائم الإسلام : ١ / ٤٥ ، باب ذكر منازل الأئمة.
٢. وفيات الأعيان : ٥ / ٤١٥ برقم ٧٦٦.