تفضيل علي على الصحابة ». (١)
كما وترجمه خير الدّين الزركلي ، ولم يأت بشيء جديد. (٢)
٦
المؤيّد في الدين
( حدود ٣٩٠ ـ ٤٧٠ هـ )
هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المؤيّد في الدّين ، داعي الدعاة من زعماء الإسماعيليّة. ولد بشيراز سنة ٣٩٠ هـ ونشأ وتعلّم فيها ، وكان له ولأبيه دورٌ هامٌّ في بث الدّعوة الفاطميّة.
وغادر مدينته خوفاً من السلطان أبي كاليجار فخرج متنكراً إلى الأهواز سنة ( ٣٢٩ هـ ) ثمّ توجّه إلى حلّة منصور بن الحسين الأسدي. وتوجه إلى مصر ، فخدم المستنصر الفاطمي ، في ديوان الإنشاء وتقدّم إلىٰ أن صار إليه أمر الدّعوة الفاطميّة ( سنة ٤٥٠ هـ ) ولقب بداعي الدعاة ، وباب الأبواب. ثمّ نُحّي وأُبعَد إلى الشام ، وعاد إلىٰ مصر فتوفي بها ، عن نحو ثمانين عاماً ، وصلّىٰ عليه المستنصر.
وقيل : إنّه استطاع أن يدخل الملك أبي كاليجار في المذهب الإسماعيليّ ، كما أدخل غيره من الوزراء والأُمراء ، وكان يفحمهم ويقنعهم بغزارة علمه ، وشدّة معرفته ، في أُصول العقائد الإسماعيليّة ، وخاصّة نبوغه في علم التأويل الذي ترتكز عليه العقائد الفلسفيّة الإسماعيليّة.
عظم أمر المؤيد ، في تلك البلاد فسارت سيرته في الآفاق ، ولقد استدعي إلىٰ بيت الدعوة في مصر ، نحو عام ٤٣٨ ، ليلقي بعض المجالس التأويليّة ،
______________________
١. تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ٢٤١ ـ ٢٤٣.
٢. خير الدين الزركلي : الأعلام : ١ / ١٥٦.