ولما انتقلت الدعوة الإسماعيلية النزارية إلى فارس ، أجرى الإمام النزاري بعض التعديلات ، وأوجد تنظيمات تتناسب مع ظروفه وعصره وهي علىٰ قسمين :
١. القسم الخاص بالدعاية الدينية والذي ظل قريب الشبه من النظام السابق ، ولو انّ عدد الدعاة تقلص ونقص ، لأنّ الإمام النزاري جعل رتبة ( الشيخ ) في دعوته بدلاً من رتبة ( داعي الدعاة ) وعيّن في كلّ منطقة من المناطق الإسماعيلية له نواباً ، وألحق بهؤلاء النواب عدداً غير محدود من الدعاة الذين كانوا يدعون الناس للمذهب الإسماعيلي النزاري.
٢. أمّا القسم الثاني فهو خاص بالفدائية والجيش ، وهؤلاء كانوا يتبعون مباشرة مركز الإمامة أو نائب الإمام في قطره ، ويتلقّون الأوامر والمهمات السرية منه مباشرة.
وكانت الفدائية على ثلاث درجات :
أوّلا : الرفاق أو المقدمون : وهم قادة الجيش والفدائية ولهم مهمّة الإشراف على التدريب ، والسهر على تنفيذ المهمات العسكرية وغير العسكرية.
ثانياً : مرتبة الفدائيين الذين ينتقون من العناصر المخلصة المعروفة بالتضحية والإقدام والشجاعة النادرة ، والجرأة الخارقة فيكلفون بالتضحيات الجسدية ، وبتنفيذ أوامر الإمام أو نائبه.
ثالثاً : المستجيبون : وهم الذين يقضون دور التدريب والتعليم ، وهؤلاء يدخلون مدارس الفدائية ، وهم في سن مبكرة ويتلقون التدريب والتعليم في المدارس الخاصة بهم ، على أيدي كبار المقدمين. ويسهر الإمام نفسه أو نائبه الشيخ على تدريبهم وتعليمهم. (١)
______________________
١. مصطفى غالب : في مقدمة كتاب الينابيع : ٢١ ـ ٢٤.