الزلل وترشدهم إلى صالح العمل.
وهم يعتقدون أيضاً أنّ أئمّتهم السبعة هم السبع المثاني الذين أشار القرآن الكريم إليهم ، ورفعوهم إلى حدّ المغالاة.
تفردت الباطنية بتفسير القرآن الكريم علىٰ طريقة التأويل الباطني ، وهو أن يتجاوز الإنسان المعنى الظاهري للآية ويتجه إلى فهمها عن طريق تفسير كلماتها بما يخيل إليه أنّه المقصود الحقيقي من كلام الله ، ومن الطبيعي أن يعتمد الباطنيون هذه الطريقة لتحميل الآيات المعنىٰ الذي يؤيد وجهة نظرهم وأفكارهم المذهبية.
إنّ التأويل بمعناه الواقعي لدى الإسماعيليين يختلف عن التفسير المعمول به لدى عامة الفرق الإسلامية الأُخرى ، والتفسير معناه جلاء المعنى لكلّ كلمة غامضة لا يفهم معناها القارئ والتأويل باطن المعنى أو رمزه أو جوهره وهو حقيقة مستترة وراء لفظة لا تدل عليها ، ومن هنا أعطى النظام الإسماعيلي ـ ومثله القرمطي ـ الفكري صلاحية التفسير للناطق ووهب صلاحية التأويل للإمام ، فالناطق اعتبر ممثلاً للشريعة والأحكام والفقه والقانون الظاهر ، والإمام اعتبر ممثلاً للحقيقة والتأويل ، والفلسفة والباطن ، ومن الواضح أنّ أوّل منهاج دعوا إليه هو نظام التأويل ، فإنّهم هذّبوه وصقلوه بأفكارهم وأدخلوا فيه النظرية العقلية التي تشذب الفعل والتسليم ليثبتوا للعالم الإسلامي انّهم من العريقين في فهم الأُصول الإسلامية ، فقالوا بالباطن وضرورته كما قالوا بالظاهر إلى جانبه ، فلا يقبل الظاهر دون الباطن ، ولا ينفع الباطن دون الظاهر ، لأنّ الباطن والظاهر كالجسد والروح تولذ في اجتماعهما الفوائد ومعرفة المقاصد.
إنّ للقرآن مدلولاً ،
ظاهرياً وباطنياً ، فالمعنى الظاهري واللغوي ليس هو المقصود بالذات والتمسك بهذا المعنىٰ يوجب العذاب والمشقة ، أمّا الأخذ