وقد مرت نهاية القرامطة في مرحلتين :
الأُولى : يوم طردوا من جزيرة أوال في البحرين
ففي سنة ٤٥٨ هـ خرجت الجزيرة المذكورة عن طاعتهم ووالت العباسيين بعد سلسلة الحروب الداخلية التي خاضها المسلمون والمجاعة في هذه الجزيرة ، فقد بنى أهل البحرين مسجداً لجذب التجار إلىٰ جزيرتهم ، ولمّا فرغوا من بناء هذا المسجد آل أمر الجزيرة إلى العباسيين.
الثانية : استئصال شأفتهم نهائياً من هذه البلاد
كانت هزيمة القرامطة في جزيرة أوال ذات أثر سلبي كبير عليهم ، إذ عمد سكان الجزيرة إلى الاتصال بالسلاجقة والعباسيين في العراق وفي سنة ٤٦٢ هـ بعثت بغداد بجيوش ألحقت الهزيمة تلو الهزيمة بالقرامطة ، فاضطروا للارتداد إلى الأحساء ، فلحقت بهم إلى الأحساء وحرضوا عليهم السكان بالمنشورات التي يستحثونهم فيها على الانضواء تحت لواء العباسيين في جهاد المبطلين القرامطة الملحدين ، وفي استئصال ذكرهم ، وتطهير تلك البقعة من دنس كفرهم.
فاستجاب أهالي البلاد لهذه الإثارة وانضموا إلى العساكر العباسيّة ، وأصبح القرامطة محاطين بأعدائهم في شمالي الأحساء الذين انتصروا عليهم في معركة الخندق سنة ٤٧٠ هـ.
وتعد هذه الواقعة من الوقائع الحاسمة في تاريخ الحركة القرمطية ، لأنّها قضت علىٰ دولة القرامطة وألغت وجودها نهائياً من خارطة العالم الإسلامي.
* * *
هذا وقد لخصنا هذا المقال من كتاب طه ولي بتصرف يسير لما لمسنا منه من تطرف للحكم العربي المتمثل في الدولة الأُموية والعباسية حيث رأى أنّهما يمثلان الدولة الإسلامية الشرعية المجسدة لأهداف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وآماله.