إنّ الدروز من الفرق الباطنية التي يصعب الاطلاع علىٰ عقائدهم لأنّهم راعوا جانب الحذر والتكتم عليها ، ومع ذلك فقد نقل أصحاب دوائر المعارف أُموراً عنهم ، ونحن نقتطف مما جاء فيها :
بعد أن ذكرت الموسوعة مراكز توطّنهم وعدد نفوسهم وشيئاً من أحوالهم السياسية والآداب الاجتماعية وما يزاولوه من المهن كالزراعة والتجارة ، والحروب التي نشبت بينهم وبين غيرهم من الطوائف ، قالت عن عقيدتهم ما هذا نصّه :
وإيمان الدروز ، أنّ الله واحد ، أحد ، لا بداءة له ولا نهاية ، وأنّ النفوس مخلّدة تتقمّص بالأجساد البشرية ( التناسخ ) ولابدّ لها من ثواب وعقاب يوم المعاد بحسب أفعالها ، وأنّ الدنيا تكونت بقوله تعالى كوني فكانت ، والأعمار مقدّرة بقوله : ﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ (٢) وأنّ الله عارف بكل شيء ، وهم يكرمون الأنبياء المذكورين في الكتب المنزلة ، ويؤمنون بالسيد المسيح ولكنّهم ينفون عنه الإلوهية والصلب ، وأسماء بعض الأنبياء عندهم كأسمائهم في تلك الكتب ، ولبعضهم أسماء أُخرى كالقدّيس جرجس ، فإنّه عندهم الخضر ، وأسماء أنبيائهم شعيب وسليمان وسلمان الفارسي ولقمان ويحيى ، وعندهم انّه لابدّ من العرض والحساب يوم الحشر والنشر. وتنقسم هذه الطائفة إلى : عقّال وجهّال. فالعقال هم عمدة الطائفة ، ولهم رئيسان دينيان يسمّيان بشيخي العقّال ، والأحكام الدينية مفوضة إليهم.
______________________
١. وقد طبع الجزء الذي نقلنا الترجمة عنه عام ١٨٨٣ م ، أي ما يعادل عام ١٣٠١ هـ.
٢. المنافقون : ١١.