كانت عقيدة الدروز بادئ بدء تؤمن بالقرآن وانّه من العلي الأعلى كما تؤمن بالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبقية الأنبياء كموسى وعيسى وإبراهيم عليهمالسلام وتجلّهم كثيراً ، لكن بعد ذلك صارت هذه العقيدة لا تؤمن بالله إلّا بالحاكم ولا بالأنبياء بل تعدهم أصل الظاهر يحرفون الناس عن الباطن والحقيقة ، واستطاع ( حمزة بن علي ) أن يجمع من متفرقات كثيرة حتى يكتب ( المصحف المنفرد بذاته ) أو كثيراً من رسائل الحكمة والتي صارت فيما بعد العقيدة الدرزية.
ويتظاهرون في المجتمع الإسلامي بأنّهم مسلمون وينسبون أنفسهم إلى الإسلام وقد يحفظون بعض آيات القرآن والتي وردت في « المصحف المنفرد بذاته » ويتظاهرون بإيمانهم بالقرآن والأنبياء ، وقد يعطون الرسائل الأربعة الأُولى لرسائل الحكمة التي وجدت على قبر الحاكم بأمر الله الفاطمي وذلك للتمويه والتظاهر بانتسابهم إلى الإسلام.
لكنّهم يؤوّلون ما جاء في ذلك إلى مبنى مباين ومغاير تماماً فالمسيح الحقّ هو حمزة ، وبسم الله الرّحمن الرّحيم هي حدود حمزة ، والجنة التوحيد ، والنار هي الشرك ، والصدق هم أنبياء الحقّ ، والكذب هم الأبالسة ويقصدون بهم الأنبياء : آدم ، ثمّ نوح ، ثمّ إبراهيم ، ثمّ موسى ، ثمّ عيسى ، ثمّ محمّد.
يؤمنون بالتقمّص حيث تنتقل روح الإنسان بعد موته إلى شخص آخر جديد وهكذا ، ويتمسّكون أمام المسلمين بقوله تعالى : ﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴾ (١) ، ﴿ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ (٢) ويوجد في
______________________
١. آل عمران : ٢٧. |
٢. غافر : ١١. |