« المصحف المنفرد بذاته » :
« لقد كبرت فرية تخرج من أفواه الذين جحدوا إذ قالوا لن نرجع إلى خلق جديد حتى يوم الحاقة قل اخسأوا في تقلباتكم إن تقولون إلّا كذباً ».
ويعتبرون هذه الحالة وسيلة لوصول كلّ روح إلى درزي ، ويتحقق بذلك المجتمع التوحيدي : إذ يعتقدون بمحدودية عدد الأرواح ، وشرار الأرواح تتقمّص أجسام الكلاب.
ومن هنا ينطلق الدروز في الإيمان بأنّ الجسد هو الذي يموت بينما النفس تبقى خالدة والتقمّص في نظر الموحدين هو انتقال النفس بعد الموت مباشرة من جسد إنسان إلى جسد إنسان آخر والجسد هو قميص الروح وهذا القميص هو الذي يتغير عند الوفاة منتقلة إلى جسد إنسان آخر. (١)
يقول الشاعر الدرزي :
نحن الأُلىٰ هان الممات عليهم |
|
الروح تبقى ، والقميص يُمزّقُ |
أمّا الصلاة فهي ساقطة عنهم ، والمقصود بها هي الصلة للقلوب مع مولاهم الحاكم.
وأمّا الزكاة فتعني : توحيد المولى الحاكم وتزكية القلوب وتطهيرها.
وأمّا الصوم فباطنه الصمت لقوله لمريم : ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ (٢) ، والصوم الحقيقي هو صيانة القلوب بتوحيد المولى الحاكم.
______________________
١. محمد كرد علي : خطط الشام : ٦ / ٢٦٥.
٢. مريم : ٢٦.