ومحمد ، وزعموا أنّه لا يموتُ منهم أحد ، وأنّ أحدهم إذا بلغت عبادَته رُفع إلى الملكوت ، وادّعوا معاينة أمواتهم ، وزعموا أنّهم يرونَهم بكرة وعشية.
والفرقة الرابعة من « الخطابية » : وهي التاسعة من الغالية يقال لهم « العميرية » أصحاب « عمير بن بيان العجلي » وهذه الفرقة تكذِّب من قال منهم انّهم لا يموتون ، ويزعمون أنّهم يموتون ، ولا يزال خلف منهم في الأرض أئمّة أنبياء ، وعبدوا جعفراً كما عبده « اليعمريون » ، وزعموا أنّه ربهم ، وقد كانوا ضربوا خيمة في كناسة الكوفة ، ثم اجتمعوا إلى عبادة جعفر ، فأخذ يزيد بن عمر ابن هبيرة ، « عمير بن البيان » فقتله في الكناسة ، وحبس بعضهم.
والفرقة الخامسة من « الخطابية » : وهي العاشرة من الغالية يقال لهم « المفضلية » لأنّ رئيسهم كان صيرفياً يقال له « المفضّل » يقولون بربوبية جعفر ، كما قال غيرهم من أصناف الخطابية ، وانتحلوا النبوة والرسالة وإنّما خالفوا في البراءة من « أبي الخطاب » لأنّ جعفراً أظهر البراءة منه. (١)
وقد ذكر النوبختي فرقهم ، وأضاف : إنّ الخطابية هم الذين خرجوا في حياة أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام فحاربوا عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن العباس ، وكان عاملاً على الكوفة ، فبلغه عنهم أنّهم أظهروا الإباحات ، ودعوا إلى نبوة أبي الخطاب ، وأنّهم مجتمعون في مسجد الكوفة ، فبعث إليه فحاربوه وامتنعوا عليه ، وكانوا سبعين رجلاً ، فقتلهم جميعاً ، فلم يفلت منهم إلّا رجل واحد أصابته جراحات فعدّ في القتلى ، فتخلّص ، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقّب بأبي خديجة وكان يزعم أنّه مات فرجع ، فحاربوا عيسى محاربة شديدة بالحجارة والقصب والسكاكين ، لأنّهم جعلوا القصب مكان الرماح.
______________________
١. الأشعري : مقالات الإسلاميين : ١٠ ـ ١٣.