الحقّ أن يقال إنّ ابن نصير شخصية قلقة ، يكتنفها كثير من الغموض ، فتارة يعدّونه من أفاضل أهل البصرة علماً وأنّه ضعيف (١) وأُخرى من أصحاب الإمام الجواد عليهالسلام (٢) ، وأُخرى أنّه من أصحاب الإمام العسكري عليهالسلام وأنّه غال (٣) وطوراً عدّوه فهرياً بصرياً مع أنّ هذين لا يجتمعان. (٤)
وأخيراً تحيّروا في أمر هذا الرجل ووضعوا اسمه في قائمة المشتركات. (٥)
ثمّ إنّ كتّاب الفرق ذكروا رجالاً كان لهم دور في حياة ذلك الرجل ، منهم :
الشريعي أبو محمد ، وقد عرفت ما قيل حوله ؛ وابن فرات ، وهو الذي ذكر النوبختي أنّه كان يقوي عضد محمد بن نصير ، ومن المؤكد أنّ هذا الرجل ينتمي إلى أُسرة شيعية عريقة كان لها مركز ونفوذ في البلاط العباسي. وتقلّد جمع منهم الوزارة ، منهم :
١. أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات تسنّم عرش الوزارة ثلاث مرّات ، خلع وحبس خلالها ، فقد تسلم الوزارة بين سنة ٢٩٦ و ٢٩٩ هـ ، ثمّ في سنة ٣٠٤ ، وثالثة في سنة ٣١١ ـ ٣١٣ هـ وقد اتّهموه بمؤازرة الأعراب البوادي الذين نهبوا بغداد ، وكذلك اتهم بالزندقة وصودرت أمواله وذلك أيّام المقتدي بالله
______________________
١. المامقاني : تنقيح المقال : ٣ / ١٩٥.
٢. الطوسي : الرجال : أصحاب الإمام الجواد برقم ١٠ و ٢٦.
٣. الطوسي : الرجال : أصحاب الإمام العسكري عليهالسلام برقم ٢٠.
٤. الكشي : الرجال : برقم ٣٨٣.
٥. المامقاني : تنقيح المقال : ٣ / ١٩٦.