ابن العاص ، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع علي عليهالسلام وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم ، وهم من الأنصار ، وعددهم يزيد عن أربعمائة وخمسين ، فسمّيت هذه القوة الصغيرة ، نصيرية ، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الأرض التي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه ، فقد سميت الأراضي التي امتلكها جماعة النصيرية : جبل النصيرية ، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو وبعض قضاء العمرانية المعروف الآن ثمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصاً لكلّ جبال العلويين من جبل لبنان إلى أنطاكية. (١)
وهذا الرأي أقرب إلى الصواب ، ذلك أنّ المؤرّخين الصليبيّين أطلقوا على هذا الجبل اسم « النصيرة » ويبدو انّ هذا الاسم قد حرّف إلى نصيرية والذي يعزز القناعة بصحة هذا الرأي هو أنّ إطلاق اسم نصيرية علىٰ هذا الجبل ، لم يظهر إلّا أثناء الحملات الصليبية ، أي بعد عام ٤٩٨ هـ ، وإذا كان معنى ذلك أنّ اسم نصيرية قد تغلّب على اسم الجبل في زمن الشهرستاني.
وثمة آراء أُخرى قليلة ترى أنّ تسمية نصيرية نسبة إلى نصير غلام الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ويبدو لنا خطل هذه الآراء ، خاصة وأنّ التاريخ لم يذكر أنّ للإمام علي غلاماً يدعى نصيراً. (٢)
حسب المصادر المطّلعة على حالهم ، فإنّ عقائد العلويين لا تختلف عن عقائد الشيعة الاثنا عشرية الإمامية ، وهي معروفة مسجّلة. (٣)
______________________
١. محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : ٨٧ ـ ٨٨.
٢. هاشم عثمان : العلويون بين الأُسطورة والحقيقة : ٣٥ ـ ٣٦.
٣. علي عزيز آل إبراهيم : العلويون والتشيع : ٩١ ـ ٩٧ ، الدار الإسلامية ، بيروت ، ١٤٠٣ هـ / ١٩٩٢ م ؛ وراجع العلويون بين الأُسطورة والحقيقة لهاشم عثمان ، وعقيدتنا وواقعنا لعبد الرحمان الخير.