مات في سلمية ودفن في مقام جده عبد الله بن محمد وكان ذلك سنة ٢٦٥. (١)
ما ذكره من أنّه توفي عام ٢٦٥ هـ غير صحيح ، لأنّه عام وفاة والده ولعلّه تصحيف سنة ٢٨٩ هـ. وقد أرّخ ميلاده ووفاته مؤلف تاريخ الدعوة الإسماعيلية كما ذكرنا وقال : وعهد بالإمامة من بعده لابنه محمد المهدي (٢) وقال له : إنّك ستهاجر بعدي هجرة وتلقىٰ محناً شديدة. (٣)
قد سبق وأن ذكرنا أنّ محمد بن إسماعيل ـ أي الإمام الثاني ـ أرسل الداعيين : الحلواني وأبا سفيان إلى المغرب ، ولكن لم يحددا تاريخ البعث ، فبما انّ محمد بن إسماعيل استلم الإمامة ـ حسب رأي الإسماعيلية ـ عام ١٥٨ هـ وتوفي عام ١٩٣ هـ ، فيكون إرسالهما بين الحدين.
كان الداعيان مهتمين بالتبليغ والدعوة في أيام الأئمّة الثلاثة إلى أن استلم الإمام الحسين بن أحمد زمام الإمامة ، ووقف بأنّ الدعوة في المغرب تتقدم باستمرار ، فحينئذٍ طلب من الداعية الكبير أبي عبد الله الحسين أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي ـ الذي كان يدعو الناس إلى المذهب الإسماعيلي في البصرة ـ الذهاب إلى اليمن ويدرس هناك علىٰ ابن حوشب ويطيعه ويقتدي به ، ثمّ يذهب بعد فراغه من الدراسة ، إلى المغرب قاصداً بلدة « كتامة ».
توجه أبو عبد الله إلى اليمن حيث شهد مجالس ابن حوشب وأصبح من كبار أصحابه ، فلمّا أتى خبر وفاة الحلواني وأبي سفيان دعاة المغرب إلى ابن حوشب قال لأبي عبد الله الشيعي : إنّ أرض كتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان وقد ماتا وليس لها غيرك ، فبادر فانّها موطّأة ممهّدة لك.
______________________
١. عارف تامر : الإمامة في الإسلام : ١٨٣.
٢. عبيد الله المهدي.
٣. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ١٧١. ولم يذكر مصدراً لكلامه.