أصحاب القلوب الواعية قد استفادوا من هذه الواقعة ، وزاد إيمانهم مع قلّتهم.
* * *
بحوث
١ ـ السعي للخير والشرّ
قد يغرق الإنسان أحيانا في عالم الأسباب حتّى يخيّل إليه أنّ الآثار والخواص من نفس هذه الموجودات ، ويغفل عن المبدأ العظيم الذي وهب هذه الآثار المختلفة لهذه الموجودات ، ويغفل عن المبدأ العظيم الذي وهب هذه الآثار المختلفة لهذه الموجودات ، ومن أجل أن يوقظ الله العباد يشير إلى أنّ بعض الموجودات التافهة قد تصبح مصدرا للآثار العظيمة ، فيأمر العنكبوت أن تنسج عدّة خيوط رقيقة ضعيفة على باب غار ثور ، وتجعل الذين كانوا يطاردون النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويبحثون عنه في كلّ مكان يائسين من العثور عليه ، ولو ظفروا به لقتلوه ، ولتغيّر مجرى التأريخ بهذا الأمر الهيّن ..
وعلى العكس من ذلك ، فإنّه يعطّل الأسباب التي يضرب بها المثل في عالم المادّة ـ كالنّار في الإحراق ، والسكّين في القطع ـ عن العمل ، ليعلم أنّ هذه أيضا ليس لها أمر وقدرة ذاتية في العمل ، فإنّها تقف عن العمل إذا نهاها ربّها الجليل فتكفّ حتّى لو أمرها إبراهيم الخليل عليهالسلام.
إنّ الالتفات إلى هذه الحقائق التي رأينا أمثلة كثيرة لها في الحياة ، تحيي في العبد المؤمن روح التوحيد والتوكّل حتّى أنّه لا يفكّر إلّا في الله ، ولا يطلب العون إلّا منه ، فيطلب منه ـ وحده ـ إطفاء نار المشاكل والمعضلات ، ويسأله أن يدفع كيد الأعداء ، فلا يرى غيره ، ولا يرجو شيئا من غيره.
٢ ـ الفتى الشّجاع
جاء في بعض كتب التّفسير أنّ إبراهيم لمّا ألقي في النّار لم يكن عمره يتجاوز