والأربعين وما بعدها في أحكام منى).
ولا يحقّ لأحد باعتبار كونه حامي حرم الله ـ أو أيّة صفة أخرى ـ مضايقة حجّاج بيت الله ، أو اتّخاذ الحجّ والبيت قاعدة لإعلامه وتنفيذ مآربه.
٤ ـ ما الذي تعنيه هذه الآية بالمسجد الحرام؟
قال بعض : تعني الكعبة وجميع أجزاء المسجد الحرام. وقال غيره : تشير إلى جميع أنحاء مكّة ، بدلالة الآية الأولى من سورة الإسراء التي تخصّ معراج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومضمون هذه الآية أنّ بداية المعراج كانت من المسجد الحرام ، في الوقت الذي ذكر المؤرخّون أنّ المعراج بدأ من منزل خديجة أو شعب أبي طالب أو من منزل أم هانئ ، وعلى هذا فإنّ المقصود من المسجد الحرام مكّة كلّها (١).
ولكن بداية معراج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليست بالتأكيد من خارج المسجد الحرام ، ويحتمل أن تكون من المسجد ذاته ، فلا دليل لدينا للإعراض عن ظاهر الآية ، وعليه فهذه الآية تقصد المسجد الحرام ذاته.
وإذا توصّلنا من مطالعة الأحاديث السابقة إلى أنّها تستدلّ بهذه الآية على مساواة الناس في منازل مكّة ، لأنّ ذلك الحكم استحبابي ، فلا مانع من توسعة موضوعه على ما يناسبه (فتأمّلوا جيدا).
٥ ـ ماذا تعني عبارة (إلحاد بظلم).
تعني كلمة «الإلحاد» في اللغة الانحراف عن حدّ الاعتدال ، ولهذا أطلقت على الحفرة المجاورة للقبر التي تقع خارج حدّ الوسط كلمة «لحد».
وعلى هذا فإنّ عبارة (إلحاد بظلم) تعني الخارجين عن حدّ الاعتدال بممارسة الظلم ، فيرتكبون المخالفات في تلك الأرض المقدّسة ، وقد حصر البعض
__________________
(١) كنز العرفان ، المجلّد الأوّل ، الصفحة ٣٣٥.