عبارة «أقام» التي ذكرت مكان «قرء» تعبّر عن الحقيقة التي ذكرناها أعلاه ، فالهدف تطبيق ما تضمنّته هذه الآيات وليس تلاوتها فقط.
مضمون سورة المؤمنين :
القسم المهمّ من هذه السورة ـ كما يبدو من اسمها ـ تحدّث عن صفات المؤمنين البارزة ، ثمّ تناولت السورة العقيدة والعمل بها ، وهي تتمّة لتلك الصفات.
ويمكن إجمالا تقسيم مواضيع هذه السورة إلى الأقسام التالية :
القسم الأوّل : يبدأ بالآية (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) وينتهي بعدد من الآيات التي تذكر صفات هي مدعاة لفلاح المؤمنين ، وهذه الصفات دقيقة وشاملة تغطّي جوانب الحياة المختلفة للفرد والمجتمع.
وبما أنّ أساسها الإيمان والتوحيد ، فقد أشار القسم الثّاني من هذه المواضيع إلى علائم أخرى للمؤمنين ، التوحيد وآيات عظمة الله وجلاله في عالم الوجود ، فعدّدت نماذج لذلك العالم العجيب في خلق السّماء والأرض والإنسان والحيوان والنبات.
ولإتمام الجوانب العمليّة ، شرح القسم الثّالث ما حدث لعدد من كبار الأنبياء ، كنوح وهود وموسى وعيسى عليهمالسلام ، وبيّن شرائح من تأريخ حياتهم للعبرة والموعظة.
وفي القسم الرّابع وجّه الخطاب سبحانه وتعالى إلى المستكبرين يحذّرهم ببراهين منطقيّة تارة ، وأخرى بتعابير دافعة عنيفة ، ليعيد القلوب إلى طريق الصواب بالعودة إليه عزوجل.
وبيّن القسم الخامس ـ في بحث مركّز ـ المعاد.
وتناول القسم السادس سيادة الله على عالم الوجود ، وإطاعة العالم ولأوامره.