الآيات
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤))
التّفسير
هلاك الأقوام المعاندين الواحد بعد الآخر :
بعد أن تحدّث القرآن عن قصّة قوم نوح ، أشار إلى أقوام أخرى جاءت بعدهم ، وقبل النّبي موسى عليهالسلام حيث يقول : (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) لأنّ هذا أمر الله وسنّته في خلقه ، فالفيض الإلهي لا ينقطع عن عباده فلو سعى جماعة للوقوف في وجه مسيرة التكامل الإنساني للبشرية لمحقهم ودفع هذه المسيرة إلى أمام.
ولهذه الأقوام تأريخ معيّن وأجل محدود (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) فلو صدر الأمر الحتمي بنهاية حياتهم فسيهلكوا فورا ، دون تأخير لحظة أو تقديم لحظة.