إنّ هذا بيان لنتيجة التعامل غير المناسب مع واقع ما ، ولا يوجد فيه تهديد خاص ، ولا شدّة في التعامل. وبتعبير آخر : فإنّ هذه حقيقة يجب أن تقال لفرعون بدون لفّ ودوران ، وبدون أي تغطية وتورية.
* * *
بحوث
١ ـ قدرة الله العجيبة
لقد رأينا كثيرا ـ على مرّ التاريخ ـ أناسا أقوياء هبّوا للوقوف بوجه الحقّ ، إلّا أنّ الله سبحانه لم يستخدم ويعبّئ جنود الأرض والسّماء من أجل سحقهم وتدميرهم في أي مورد من الموارد ، بل إنّه يغلبهم بسهولة وبساطة ، وبصورة لا تخطر على ذهن أحد ، خاصة وأنّه في كثير من الموارد يبعث هؤلاء نحو أسباب موتهم ، ويؤكل مهمّة إعدامهم إليهم أنفسهم!
ونرى في قصّة فرعون هذه ، أنّ عدوّه الأصلي ـ أي موسى ـ قد تربّى في أحضانه ، وهو الذي رعاه ، ونشأ في كنفه! ومن الطبيعي أنّ ذلك كان بتخطيط الله سبحانه.
والأروع من ذلك أنّ قابلة موسى عليهالسلام ـ طبقا لنقل التواريخ ـ كانت من الأقباط ، والنجّار الذي صنع صندوق نجاته كان من الأقباط أيضا ، والذين أخرجوا الصندوق من الماء كانوا من حرّاس فرعون ، والذي فتح الصندوق كانت امرأة فرعون ، واستدعيت أمّ موسى من قبل أتباع فرعون لتكون مرضعة له ، وكانت مطاردة موسى عليهالسلام بعد حادثة قتل الرجل القبطي قد تمّت من قبل الفراعنة ، وكانت سبب هجرته إلى مدين ليقضي فترة من التعليم والتكامل في مدرسة النّبي «شعيب».
نعم ، عند ما يريد الله سبحانه أن يظهر قوّته فهكذا يفعل ، ليعلم كلّ العصاة والمتمردّين أنّهم أصغر من أن يقفوا أمام إرادة الله ومشيئته.