كما يحتمل وجود رابطة بين هذه الآية وسابقتها ، حيث تحدّثت الآية الأولى في آخر جملة لها ، عن علم الله بأعمال البشر جميعا وعلمه بالمسبحين له.
أمّا هذه الآية فقد أشارت إلى محكمة العدل الإلهي في الآخرة ، وأنّ لله ما في السموات والأرض ، وهو الحاكم والقدير العادل في مصير الناس وما في الوجود.
* * *
مسائل مهمة :
١ ـ ماذا تعني عبارة (أَلَمْ تَرَ)
حسبما يراها الكثير من المفسّرين ، تعني : ألم تعلم ، حيث التسبيح العام من قبل جميع المخلوقات في العالم لا يمكن إدراكه بالعين ، بل بالقلب والعقل.
ولكون هذه القضية واضحة جدا وكأنّها ترى بالعين المجرّدة ، استخدمت الآية عبارة (أَلَمْ تَرَ).
كما يجب الانتباه إلى أنّه على الرغم من كون المخاطب في هذه الآية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالذات ، فإنّ عددا من المفسّرين يرى أنّها تشمل الناس جميعا ، لأنّ ذلك من أساليب القرآن المجيد اتبعها في كثير من آياته.
وقال البعض : إنّ هذا الخطاب خاصّ بالنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرحلة الرؤيا والمشاهدة ، حيث منحه الله القدرة على مشاهدة تسبيح جميع المخلوقات ، وكذلك منح سبحانه وتعالى هذه القدرة لجميع عباده المخلصين له المتمسّكين بهداه.
أمّا بالنسبة لعامّة الناس ، فالمسألة تخصّ إدراكهم لتسبيح الموجودات عن طريق العقل ، وليس بالمشاهدة البصريّة (١).
__________________
(١) تفسير الصافي للآية موضع البحث.