٢ ـ الذين وعدهم الله باستخلاف الأرض :
لقد وعد الله المؤمنين ذوي الأعمال الصالحة بالاستخلاف في الأرض وتمكينهم من نشر دينهم وتمتعهم بالأمن الكامل ، فما هي خصائص هؤلاء الموعودين بالاستخلاف؟
هناك اختلاف بهذا الصدد بين المفسّرين : يرى البعض من المفسّرين أنّ الوعد بالاستخلاف خاصّ بأصحاب الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين استخلفهم الله في الأرض في عصر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. (ولا يقصد بالأرض جميعها ، بل هو مفهوم يطلق على الجزء والكل).
ويرى آخرون أنّه خاصّ بالخلفاء الأربعة الذين خلفوا الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويرى البعض أنّ مفهومه واسع يشمل جميع المسلمين الذين اتصفوا بهذه الصفات.
ويرى آخرون أنّه إشارة إلى حكومة المهدي (عج) الذي يخضع له الشرق والغرب في العالم ، ويجري حكم الحقّ في عهده في جميع أرجاء العالم ، ويزول الاضطراب والخوف والحرب وتتحقق للبشرية عبادة الله النقية من كلّ أنواع الشرك.
ولا ريب في أنّ هذه الآية تشمل المسلمين الأوائل ، كما أنّ حكومة المهدي (عج) مصداق لها ، إذ يتفق المسلمون كافة من شيعة وسنة على أن المهدي (عج) يملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت جورا وظلما.
ومع كل هذا لا مانع من تعميمها. وينتج من ذلك تثبيت أسس الإيمان والعمل الصالح بين المسلمين في كلّ عصر وزمان ، وأنّ لهم الغلبة والحكم ذا الأسس الثابتة.
أمّا قول البعض : إنّ كلمة «الأرض» مطلقة وغير محددة ، وتشمل كلّ الأرض ، وبذلك تنحصر بحكومة المهدي (أرواحنا له الفداء) ، فهو لا ينسجم مع