ويحتمل أن تكون المرأة مصدر الوساوس في اقتراف هذا الذنب ، وتعتبر في كثير من الأحيان السبب الأصلي فيه. ولهذا كله ذكرت الآية الزانية أولا ثمّ الزاني.
إلّا أن النساء والرجال من أهل العفّة والإيمان يجتنبون هذه الأعمال.
تستوجب الآية السابقة ـ التي جاءت بصيغة الأمر ـ حضور طائفة من المؤمنين حين تنفيذ حدّ الزنا ، لكنّ القرآن لم يشترط أن يجري ذلك في الملأ العام ، بل وقفه على الظروف ، ويكفي حضور ثلاثة أشخاص أو أكثر وفق ما يقرر القاضي (١).
وفلسفة هذا الحكم واضحة ، لأنّه أوّلا : إنّ الهدف هو أن يكون هذا الحكم عبرة للناس جميعا ، وسببا لتطهير المجتمع.
وثانيا : ليكون خجل المذنب مانعا له من ارتكاب هذا الذنب في المستقبل.
وثالثا : متى نفذ الحدّ بحضور مجموعة من الناس يتبرأ القاضي والقائمين على تنفيذ الحدّ من أية تهمة كالارتشاء أو المهادنة أو التفرقة أو ممارسة التعذيب وأمثال ذلك.
ورابعا : حضور مجموعة من الناس يمنع التعنت والإفراط في تنفيذ الحدّ.
وخامسا : حضور الناس يمنع المجرم من نشر الشائعات والاتهامات ضد القاضي ، كما يحول هذا الحضور من نشاط المجرم التخريبي في المستقبل وغير ذلك من الفوائد.
__________________
(١) شكك عدد من المفسّرين في ضرورة حضور مجموعة من المؤمنين حين تنفيذ حدّ الزنا ، في حين أن الأمر بالحضور ظاهر من الآية ، وهي لا تقصد الاستحباب.