يعتقده اليهود أنّ «العزير» ابن الله ، وكذلك يدحض اعتقاد مشركي العرب ، ثمّ يضيف جل ذكره : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ).
فإذا كان لمشركي العرب اعتقاد بوجود الشريك أو الشركاء ، ويتوهمونهم شركاء لله في العبادة ، ويتوسلون بهم من أجل الشفاعة ، ويسألونهم المعونة لقضاء حوائجهم ، حتى آل بهم الأمر أنّهم كانوا يقولون بصراحة ـ حين التلبية للحج ـ جملا قبيحة ملوثة بالشرك ، مثل : «لبيك لا شريك لك ، إلّا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك». فإنّ القرآن يدين ويدحض كل هذه الأوهام.
ويقول تعالى في العبارة الأخيرة : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً).
ليس كمثل اعتقاد الثنويين الذين يعتقدون بأن قسما من موجودات هذا العالم مخلوقات «الله» ، وأن قسما منها مخلوقات «الشيطان».
وبهذا الترتيب كانوا يقسمون الخلق والخلقة بين الله والشيطان ، ذلك لأنّهم كانوا يتوهمون الدنيا مجموعة من «الخير» و «الشر» ، والحال ألّا شيء في عالم الوجود إلّا الخير من وجهة نظر الموحد الحق. فإذا رأينا شرّا ، فإمّا أن يكون ذا جنبة «نسبية» أو «عدمية» ، أو أن يكون نتيجة لأعمالنا (فتأمل)!.
* * *
بحث
تقدير الموجودات بدقة :
ليس نظام العالم الدقيق والمتقن ـ وحده ـ من الدلائل المحكمة على معرفة الله وتوحيده ، فتقديراته الدقيقة أيضا دليل واضح آخر ، أنّنا لا يمكن أن نعتبر مقادير موجودات هذا العالم المختلفة ، وكميتها وكيفيتها المحسوبة ، معلولة للصدفة التي لا تتوافق مع حساب الاحتمالات.
وقد تقصّى العلماء الأمر في هذا الصدد ، وأزاحوا الستار عن أسراره