يؤذي في معظم الأوقات ، وقد استخدمت الكلمة هنا كناية عن اتهام الأشخاص وسبابهم ووصفهم بما لا يليق ، لأن هذه الكلمات كالسهم يصيب الشخص ويجرحه.
ولعل ذلك هو السبب في استخدام هذه الآيات ـ والآيات المقبلة ـ لهذه الكلمة بشكل مطلق ، فلم ترد الآية على هذا النحو (والذين يرمون المحصنات بالزنا) وإنّما جاءت (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) لأنّ مفهوم «يرمون» وخاصّة مع ملاحظة القرائن الكلامية يستبطن معنى (الزنا) ، وعدم التصريح به ولا سيما عند الحديث عن النساء العفيفات نوع من الاحترام لهن. وهذا التعبير مثال بارز لإكرام المتطهرين ، ونموذج لاحترام الآداب والعفة في الكلام.
٢ ـ لماذا أربعة شهود؟
من المعلوم أن شاهدين عادلين يكفيان ـ في الشريعة الإسلامية ـ لإثبات حق ، أو ذنب اقترفه شخص ما ، حتى وإن كان قتل النفس. أمّا في إثبات الزنا فقد اشترط الله تعالى أربعة شهود. وقد يكون ذلك لأن الناس يتعجلون الحكم في هذه المسألة ، ويتطاولون بإلصاق تهمة الزنا بمجرّد الشك ، ولهذا شدّد الإسلام في هذا المجال ليحفظ حرمات الناس وشرفهم. أمّا في القضايا الأخرى ـ حتى قتل النفس ـ فإن موقف الناس يختلف.
إضافة إلى أن قتل النفس ذو طرف واحد في الدعوى ، أي إنّ المجرم واحد ، أمّا الزنا فذو طرفين ، حيث يثبت الذنب على شخصين أو ينفى عنهما ، فإذ كان المخصص لكل طرف شاهدين ، فيكون المجموع أربعة شهود.
وهذا الكلام تضمنه الحديث التالي :
عن أبي حنيفة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام أيّهما أشدّ الزنا أم القتل؟ قال : فقال عليهالسلام : القتل : قال : فقلت : فما بال القتل جاز فيه شاهدان ، ولا يجوز في الزنا إلّا أربعة؟ فقال لي : ما عندكم فيه يا أبا حنيفة ، قال :