وبعبارة أخرى : إنّ أيّ واحد من هذه التشريعات في صورة النّزول التدريجي سيتم هضمه واستيعابه بصورة جيدة ، وفي حالة تعرضه لبعض الاستفهامات يمكن طرحها والاجابة عليها.
٦ ـ وفائدة أخرى من فوائد النّزول التدريجي هو اتضاح عظمة وإعجاز القرآن ، ذلك لأن في كل واقعة تنزل عدّة آيات كريمة تكون لوحدها دليل العظمة والاعجاز ، وكلما يتكرر تتجلى أكثر هذه العظمة وهذا الإعجاز ، فينفذ في أعماق قلوب الناس.
٣ ـ معنى الترتيل في القرآن :
كلمة «ترتيل» من مادة «رتل» (على وزن قمر) بمعنى انتظم واتسق ، لذا فالعرب يقولون «رتل الإنسان» لمن تكون أسنانه جيدة ومنتظمة ومتسقة. وعلى هذا الأساس يطلق الترتيل بمعنى القراءة المتسقة للكلام أو الآيات بموجب نظام وحساب.
وعلى هذا فجملة (وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) إشارة إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ آيات القرآن وإن نزلت تدريجا وفي مدة ٢٣ سنة ، لكنّ هذا النّزول كان على أساس نظام وحساب ومنهج بحيث ادى الى رسوخه في الأفكار وغرسه في القلوب.
في تفسير كلمة «ترتيل» نقلت روايات جذابة ، نشير إلى بعضها كما يأتي :
في تفسير «مجمع البيان» «نقل عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه أمر ابن عباس : «إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا» فسألته : وما الترتيل؟ قال : «بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهزه هزّ الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكونن همّ أحدكم آخر