مكترث». (١)
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير الآية (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ) أنّه قال : «والرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر». (٢)
وورد في حديث آخر ، في حالات النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قد كان يتكفأ في مشيه كأنّما يمشي في صبب». (٣)
يعني حينما كان الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم يمشي فإنّه يخطو خطوات سريعة دونما استعجال ، كأنّما يمشي في منحدر.
على أية حال فإنّ طريقة المشي ليست مقصودة بذاتها ، بل هي نافذة إلى معرفة الحالة الروحية للإنسان ، والآية في الحقيقة تشير إلى نفوذ روح التواضع والخشوع في أرواح وقلوب «عباد الرحمن».
٢ ـ البخل والإسراف
لا شك أنّ «الإسراف» واحد من الأعمال الذميمة بنظر القرآن والإسلام ، وورد ذم كثير له في الآيات والرّوايات ، فالإسراف كان نهجا فرعونيا : (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ). (٤)
والمسرفون هم أصحاب جهنم والجحيم (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ). (٥) ومع الالتفات إلى أنّه أصبح ثابتا اليوم أن منابع الثروات الأرضية ليست
__________________
(١) في ظلال القرآن ، ذيل الآية مورد البحث ، وفي تفسير القرطبي ينقل رواية أخرى في هذا الصدد أيضا لها شبه كبير بما قلناه أعلاه.
(٢) مجمع البيان ، ذيل الآية مورد البحث.
(٣) تفسير روح المعاني ، ذيل الآية مورد البحث.
(٤) سورة يونس ، الآية ٨٣.
(٥) سورة غافر ، الآية ٤٣.