ومن جهة خامسة توضح الآية مستقبل الوليد الذي يولد بعد توجيه هذه التهمة.
هذا كله فضل من الله ورحمة منّ بها على عباده. وحل هذه المشكلة بشكل عادل يعبّر عن لطف الله بعباده ورحمته لهم. ولو دققنا النظر في الحكم لرأينا أنّه لا يتقاطع مع ضرورة وجود شهود أربعة في هذه القضية. إذ أن تكرار كل من الرجل والمرأة شهادتهما أربع مرات يعوض عن ذلك.
* * *
ملاحظات
١ ـ لماذا استثني الزوجان من حكم القذف؟
السّؤال الأوّل الذي يطرح نفسه هنا : ما هي خاصية الزوجين ، ليصدر هذا الحكم المستثنى بحقّهما؟
ونجد جواب هذا السؤال من جهة في سبب نزول الآية ، وهو عدم تمكن الرجل من التزام الصمت إزاء مشاهدته لزوجته وهي تخونه مع رجل آخر.
كيف له أن يمتنع عن رد الفعل إزاء الاعتداء على شرفه؟ وإذا توجّه إلى القاضي وهو يصرخ ويستنجد ، فقد يواجه حدّ القذف ، لعدم تيقن القاضي من صدق دعواه. وإذا حاول إحضار أربعة شهود ، فإن ذلك صعب عليه لمساسه بشرفه ، وقد تنتهي الحادثة ولا يمكنه إحضار شهوده في الوقت المناسب.
ومن جهة أخرى ، فإنّ الغرباء يتّهمون بعضهم بعضا بسهولة ، ولكن الرجل والمرأة نادرا ما يتّهم أحدهما الآخر.
ولهذا السبب حكم الشارع في هذه القضية بوجوب إحضار أربعة شهود في غير الزوجين ، وإلّا نفّذ حدّ القذف على الذي يوجه تهمة الزنا ، وليس الأمر كذلك بالنسبة للزوجين ، ولهذا خصّهما الحكم المذكور لما فيهما من ميزات خاصّة في هذه الحالة.