بحث
الدعاء طريق إصلاح النفس ومعرفة الله :
معلوم أن مسألة الدعاء أعطيت أهمية كبيرة في آيات القرآن والرّوايات الإسلامية ، حيث كانت الآية أعلاه أنموذجا منها ، غير أن قد يكون القبول بهذا الأمر ابتداء صعبا على البعض ، كأنّه يقال : الدعاء عمل سهل جدّا ، ويمكن أن يؤديه الجميع أو يتوسعون أكثر فيقولون : الدعاء عمل المغلوبين على أمرهم ، الأمر الذي لا أهمية له.
لكن الاشتباه هنا ينشأ من أنّهم ينظرون إلى الدعاء الخالي من شرائطه ، في حين إذا أخذت الشرائط الخاصّة للدعاء بنظر الإعتبار ، فإن هذه الحقيقة تثبت بوضوح. وهي أن الدعاء وسيلة مؤثرة في إصلاح النفس ، والارتباط القريب بين الله والإنسان.
أوّل شرائط الدعاء ، معرفة المدعو.
الشرط الثاني : تخلية القلب وإعداد الروح لدعائه تبارك وتعالى ، ذلك لأن الإنسان حينما يذهب باتجاه أحد ، ينبغي أن يملك الاستعداد للقائه.
الشرط الثّالث للدعاء : هو جلب رضاه من يدعوه الإنسان ، ذلك لأنّه لا يحتمل التأثير بدون ذلك إلا نادرا.
وأخيرا فالشرط الرّابع لاستجابة الدعاء : هو أن يستخدم الإنسان كلّ قدرته ، وقوته واستطاعته في عمله ، ويؤديه بأعلى درجة من الجدّ والاجتهاد ، ثمّ يرفع يديه ويوجه قلبه إلى بارئه بالدعاء في ما وراء ذلك.
ذلك لأنّه ورد صريحا في الرّوايات الإسلامية ، أن الإنسان إذا قصّر في العمل الذي يستطيع أن يؤديه بنفسه ، ثمّ يتوسل بالدعاء فلن يستجاب دعاؤه.
من هنا ، فإنّ الدعاء وسيلة لمعرفة الخالق ومعرفة صفاته الجمالية والجلالية ،